کد مطلب:280422 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:220

الدعوة الخاتمة و أهل الکتاب
علی أعتاب الدعوة الإلهیة الخاتمة كانت الساحة الإنسانیة ترتع فیها أعلام المادیة. التی لا یرید أصحابها إلا الحیاة الدنیا وزینتها. ولا یرجون بعثا ولا نشورا. ولا یعبأون بشئ من الفضائل المعنویة والروحیة، وفی مقابل أصحاب المادة. رفع دعاة الروح أعلامهم.

وانطلقوا فی مسیرة یرفضون فیها الكمالات الجسمیة التی أظهرها الله تعالی فی مظاهر النشأة المادیة. لتكون ذریعة كاملة إلی نیل ما خلق لأجله الإنسان، وسارت القافلة البشریة تحت هذه الأعلام التی لا تحقق السعادة فی الدنیا، لأن حملة الأعلام المادیة أبطلوا النتیجة بالوقوف علی سببها والجمود علیه، وحملة أعلام الروح أبطلوا النتیجة بإبطال سببها.

كانت المسیرة البشریة فی حاجة وسط یقف بین الطرفین.

ویقودهما إلی الهدف الذی من أجله خلق الله الإنسان، وسط لا إلی هذا الطرف ولا إلی ذاك الطرف. وإنما یقف بین الجانبین جانب الجسم



[ صفحه 210]



وجانب الروح، وبه یقاس ویوزن كل من طرفی الافراط والتفریط، لیكون شهیدا علی سائر الناس الواقعة فی الأطراف.

ومن لطف الله تعالی ورحمته بالعباد، بعث سبحانه النبی الخاتم، النبی الأمی العربی محمد صلی الله علیه وآله وسلم، لیقود أمة تحمل للبشریة دینا یهدی الناس إلی وسط الطرفین. لا إلی هؤلاء ولا إلی هؤلاء.